النهب و''الاستحلاب''

Triple A

لتصنيع …

قال أبو عبد الله …

اخواني أبناء …

قد يثير هذا السؤال …

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اخوكم عبد …

اخواني الكرام. ماهي …

فاروق قسنطيني في تقريره المرفوع إلى رئيس الجمهورية أعاد اكتشاف البترول
في عصر الطاقات المتجددة، وقام بحشو وثيقته التي جاءت في شكل معاينات خالية
من توصيات تذكر، مؤكدا حالة مرضية معروفة عند عامة الجزائريين وخاصتهم..
ألا وهي أن الموظفين السامين وغير السامين أصبحوا يحمون الفساد ويبجلونه بل
ويعبدونه بممارساتهم التي تشتم رائحتها من على مسافة الألف ميل.
كان
الأجدر بـ''سي الفاروق'' أن يشير إلى عشرات بل مئات الضحايا الذين قبعوا في
السجون دون اتهام أو إثبات اتهام ضدهم بسبب حيتان تبتلع كل شيء أمامها..
كما كان الأجدر به أن يكتب في تقريره لبوتفليقة عن الفساد وأن يحدد
الإدارات ويرفق قائمة بأسماء المفسدين، أو على الأقل يحذر منها المواطنين
كي لا يقتربوا منها كي لا تتلطخ أيديهم بهذه الآفة التي ''تنخر جسد
الدولة''، على حد اعتراف التقرير.
قد يقول قائل إن من باب الإنصاف ألا
نحمّل لجنة المحامي قسنطيني ما لا طاقة لها به. فهي لا تستطيع أن تحك ظهرها
أو تذهب الصداع عن رأسها، بسبب طابعها الاستشاري الذي لا يرقى لمستوى
الإلزام أو تحريك الآلة القضائية وإطلاق يد الدولة وراء هؤلاء المفسدين.
لكن مقابل هذا الكلام، يجب أن يعرف الجميع أن في دولة المؤسسات والرجل
المناسب في المكان المناسب لا مجال للعاطفة وإنما للكفاءة فقط لتتكلم وتقوم
بواجبها من باب ''قوم وإلا طلّق''.
وليست مؤسسة قسنطيني وحدها التي
تكتفي بالكلام، فهناك مؤسسات رسمية أخرى قابعة تتفرج على معاناة خلق الله..
فالمستشفيات باتت لا تستقبل إلا من هم على شفا الموت، والمدارس تحولت إلى
مكان يلقن فيه التلاميذ الكلام البذيء من معلميهم بدل الأدب والأخلاق،
وتقهقرت الأسواق إلى مستوى ممارسة الاحتيال المقنع والسرقة ''عيني عينك''
من خلال الرفع الفاحش للأسعار دون مراعاة أحد. إن المجتمع الذي يمسي ويصبح
أفراده على البحث عن ''خبطة أو ضربة أو أفيرات'' للخروج من ''الغرقة''
يحتاج إلى قدوة في كافة المجالات، بل إلى صناعة طليعة قادرة على القيادة
والبذل والعطاء وليس فقط الأخذ والنهب و''الاستحلاب''... وكل عام والجزائر
بألف خير.